ثلاء - بندقية اليمن
- سميرة احمد
- Oct 21, 2017
- 3 min read

ثلاء بندقية اليمن وكما يسميها السياح فينيسيا العرب يحتاج الزائر أن يقطع مسافة 50كم الى الشمال الغربي من مدينة صنعاء ليتعرف ويشاهد عراقة وجمال اليمن في اجمل مدينة قديمة اشتهرت بجبالها العالية وحصونها المنيعة التاريخية.
إنها مدينة ثلا بضم الثاء التي تسبح فوق الماء مشابهة مدينة البندقية في إيطاليا إلا أن مايميزها عن البندقية هو أن بعض بيوتها منحوتة داخل جبل ثلا والبعض الآخر صمم على أساس يسمح للماء بالمرور من تحت المنازل ليستمتع الناس بمياه الامطار والسيول المتدفقة وليحتمي الناس فيها من فوق جسور واضحة للعيان وجدت في زمن لم يكن عصر الخرسانة قد عرف لأهالي ثلا الذين صمموا تلك الجسور الرائعة التي تضفي جوآ رومانسيآ عليها.
حصن ثلا ما أن يصل الزائر إلى مدينة ثلا حتى يرى حصنها المنيع المنحوت في الصخور والذي يحتويها بحنان كما يستطيع أيضاً أن يرى كيف تجري المياه إلى أسفل المدينة القديمة لتشكل لوحة مائية مرسومة بغاية الجمال والمهارة الى جانب بيوتها الجميلة ومساجدها ذات القباب المميزة والملفتة للنظر وأسواقها التقليدية واسوارها المنيعة إضافة إلى أهلها البسطاء والكرماء في تعاملهم الرائع مع الزوار والضيوف.
بنى اليمنيون الأوائل المدينة مستخدمين فطرتهم وحسهم الفني في تشييدها لذا تمتلك المدينة العديد من المقومات السياحية الأثرية بدءآ من المنازل وخزانات المياه الحميرية واسوارها القديمة وأبوابها العتيدة وانتهاءآ بحصنها المنيع إذ يتدرج ارتفاعه من مكان الى اخر حسب طبيعة المكان الصخري المقام عليه فالجدار الشمالي يتراوح ارتفاعه بين ١٨_٢٠ متر بينما بقية الجدران الشرقية والجنوبية يتفاوت إرتفاعها بين ٧_٩ امتار.
ومن أبرز المزارات السياحية في المدينة بوابة (( ابن الهادي )) وهي البوابة الرئيسية للمدينة وكذلك بركة (( جعداء )) والسوق القديم وشارع عيسى الذى يعود تاريخ رصفه الى ماقبل ٦٠٠ عام وكذلك شبكة الصرف الصحي التى يعود تاريخ إنشائها الى نفس الفترة وكذلك بوابة وبركة المباح التى يعود تاريخ بنائها الى ماقبل ٢٠٠٠ عام.
آثار حميرية وصف المؤرخ اليمني الشهير ابو الحسن الهمداني مدينة ثلا في كتابه )( صفة جزيرة العرب )) قائلآ: ثلا حصن وقرية للمرائيين من همدان.
تقع البلدة في السفح الشرقي للحصن إهتم بها الحميريون وحرصوا على التمسك بها للسيطرة على المناطق المجاورة لأنها من أهم المواقع الحصينة إذ تقع على ربوة مربعة الشكل أسفل السلسلة الجبلية الممتدة شرقآ باتجاه جبال كوكبان ويطل عليها الحصن المنيع المعروف بحصن الغراب والذي يبلغ ارتفاعه ٢٩٦٠ مترآ عن سطح البحر وهو بمثابة حصن وملجأ.
لازالت الآثار الحميرية قائمة الى الآن كالمقابر الصخرية وبعض الخربشات والنحوت على جوانبها فيما تحيط بالمدينة عدة كهوف وعدد من المدافن الصخرية والبرك المائية.
من الناحية الأمنية أحيطت المدينة بسور حجري ضخم يضم منازل المدينة القديمة يصل طوله إلى ٢٠٠٠ متر وضعت فيه ابراج مراقبة مرتفعة حوالي ٢٦ برجآ يشعرك بالامان.
سور مدينة ثلا يڜبه سور مدينة صنعاء القديمة إلا أنه بني من الصخور وسور مدينة صنعاء بني من الطين وللسور سبع بوابات مصممة تصميمآ هندسيآ حربيآ وهي :بوابة المشراق وبوابة الهادي وبوابة السلام وبوابة الفرضة وبوابة المنباح والحصن.
أما بالنسبة للمياه فنظرآ لقلة مصادر المياه الجوفية اتجه ابناء ثلا قديمآ لنحت خزانات وبرك في اعلى الجبال لحفظ المياه ثم بنوا بركآ أسفل المنازل لتجري من تحتها المياه وكأنها نهرآ يجري طوال العام وبالتالي يسهل الحصول على الماء عبر ساقية صخرية قديمة محفورة في الصخر وتعد اشهر شبكة مياه قديمة كما يوجد بالمدينة شبكة صرف صحي صخري يعتبر من أقدم المعالجات البشرية لمشكلة الإصحاح البيئي كما يوجد حمام بخاري صحي منذ القرن الثامن الهجري ويعد معلمآ اثريآ من معالم المدينة.
مدينة العلم والعلماء يبلغ عدد المنشآت الدينية في المدينة حوالي ٢٥ منشأة اقدمها يعود إلى ماقبل ١٢٠٠ عام أشهرها قبة محمد بن الهادي التي يعود تاريخ بنائها الى القرن السادس الهجري. سجلت مدينة ثلا ضمن المدن التاريخية للتراث العالمي حيث يزورها سنوياً حوالي أربعون ألف سائح أجنبي وصنفتها اليونسكو ضمن أهم ٢٥ معلمآ سياحيآ في العالم.
Commentaires